“مسيحيو غزة” إرث يواجه “التطهير العرقي”: “هنا ولدنا وهنا عشنا وهنا نموت”
قبل أسبوع من استهداف العدوان الإسرائيلي كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية في غزة في 19 تشرين الثاني 2023، واستشهاد 17 شخصا من مسيحيي القطاع، وجّه الراعي السابق لكنيسة اللاتين في غزة الأب مانويل مسلّم، رسالة إلى أهالي غزة وضمنهم مسيحييها، مفادها: “يا أهلنا في غزة، الصمود الصمود على كل شبر من الأرض، الثبات الثبات على كلّ حبّة رمل، إن قصفوا منازلكم فاحذروا أن يقصفوا إرادتكم وشجاعتكم، إن رحل بيتكم بالهدم فلا ترحلوا أنتم. اليوم يوم التحرير وقهر الغزاة، وما يحدث في غزة اليوم هو انتصار لقضيّتنا، ما يحدث اليوم هو أول بُشرى بتحقيق عودتنا، اليوم ليس يوم الرحيل بل يوم العودة، من رحل منكم فليعد إلى بيته المهدّم وليسكن على أنقاضه”. ثم خاطب الأب مسلّم العالم الذي “يدعي وينادي بحقوق الإنسان وكرامته وحريته” كما وصفه، ليحمّله مسؤولياته: “إسرائيل تهدم بيوت المدنيين على رؤوس أهلها الأبرياء، لأنها لا تحارب العسكر بل المدنيين، مئات النساء والأطفال والشيوخ يذبحون بأمر عسكري، هذه الأفعال جرائم حرب ضد إنسانية الإنسان وضد القانون الدولي وضد ضمائر كل الأحرار في العالم. فلماذا تسكتون وتتغاضون عنه؟ صمتكم يعني مشاركتكم في الجريمة، يجب عليكم أن توقفوا هذه الوحوش المجنونة”.
بعد مأساة قصف الكنيسة الأرثوذكسية، نقل القس الدكتور متري الراهب، من الكنيسة البروتستانتيّة اللوثريّة ورئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم، والتي تملك فرعاً في غزة، للمفكرة عن مسيحيي القطاع قولهم “هذه بلدنا وهنا ولدنا وهنا عشنا وهنا نموت”، موقف يتناغم مع نداء الأب مسلّم، والأهمّ يعكس علاقة مسيحيي غزة بأرضهم ووطنهم وقضيّتهم تاريخيا ولغاية اليوم. هم الذين سجّوا شهداء الكنيسة أرضاً ولفّوهم بالخرَق البيضاء كما إخوانهم في غزة بعدما نفدت الأكفان ثم دفنوهم في مقبرة الكنيسة، من دون توابيت خشبية، خلافا لما درجت عليه عوائد المسيحييين. قراءة المزيد